More DW Blogs DW.COM

onMedia

الصحافة النوعية في العصر الرقمي

الإعلام ودوره في تعميق الحوار بين السودانين

بعد أكثر من عام على استقلال جنوب السودان لا تزال هناك مشاكل عالقة مع الجارة الشمالية. وفي هذا الإطار أقامت أكاديمية دويتشه فيله ورشة عمل تضم صحافيين من البلدين للوقوف على دور الإعلام في حل النزاعات القائمة بينهما.

اشتباكات في المناطق الحدودية ونزاع مستمر على النفط وتوترات عرقية ودينية. كلها منغصات تهدد خطر السلام اليوم بين دولة السودان ودولة جنوب السودان. فمنذ أن استقلت دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011 عن جارتها الشمالية لم تأخذ العلاقات بين الدولتين شكلاً طبيعياً. وفي إطار ترسيخ مبدأ الحوار في دعم وسائل الإعلام لتكريس قيم الديمقراطية بين السودان وجنوب السودان نظمت أكاديمية دويتشه فيله ورشة عمل، واستضافت صحافيين من دولتي السودان وجنوب السودان من أجل هذا الغرض.

 

بلقيس عثمان فقير، صحافية في وكالة السودان للأنباء قسم اللغات الأجنبية القسم الاقتصادي، تشارك في أول زيارة لها إلى ألمانيا في ورشة العمل بين دولتي السودان وجنوب السودان حول دور الإعلام في تقريب وجهات النظر بين السودانين. وترى بلقيس أن وسائل الإعلام في دول العالم الثالث تفتقر إلى الكثير، بخاصة إلى التقنيات الحديثة وتنوع وسائل الإعلام، فالإعلام اليوم لم يعد شبه مقروء فقط، والآن أصبح مرئياً وينتقل من مكان لآخر بسرعة شديدة.”

من وجهة نظرها تعتبر بلقيس أن أهم العقبات التي تواجه الصحافيين في السودان هي إيصال المعلومة بدون قيود أو تحريف وأحياناً يحدث تدخل يحول دون وصول رسالة الصحافي إلى القراء.” إلا أنها ترى في الآن ذاته أن الدعم الحكومي ضروري، من خلال منح الصحافي هامشاً من الحرية لكي لا تبقى المعلومة حبيسة رأس الصحافي، فتكون دون فائدة.” لكن بلقيس تؤكد على التركيز على المصلحة العامة والتي تقتضي حالياً أن نقترب من بعضنا أكثر، رغم اختلاف الآراء السياسية. وأنا أتمنى على مسؤولي الإعلام في الدولتين أن يراعوا المصلحة العامة للبلد.”، حسبما قالت بلقيس.

وفي السياق ذاته ترى فوزية اسكيا بول، وهي برامجية في إذاعة جمهورية جنوب السودان في مدينة العاصمة جوبا، وتشارك في ورشة العمل التي تقيمها أكاديمية دويتشه فيله، ترى أن على وسائل الإعلام تسليط الضوء على النواحي الإيجابية، مثل المصالح المشتركة التي يمكن لها أن توثق الروابط بين الشمال والجنوب. وكذلك المصلحة المشتركة مثل الموارد الطبيعية والناحية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وذلك من خلال تقديم شرح وافٍ وأمثلة كثيرة وذلك بهدف أن يصب ذلك لما فيه فائدة للبلدين.”

وفيما يتعلق بورشة عمل أكاديمية دويتشه فيله اتفقت بلقيس وفوزية على أن الورشة كانت مثمرة جداً، إذ تصف بلقيس هذه الورشة بأنها كانت فرصة طيبة وناجحة جداً لتقريب وجهات النظر حيث التقينا بزملائنا من الإقليم الجنوبي، والاطلاع على التجربة الألمانية عندما كانت هناك ألمانيتان شرقية وغربية. وهذا سيكون مفيد لنا جداً. وأرجو أن نستفيد منها للمستقبل. وأن نواصل التعاون بين المؤسستين.”

أما فوزية فتعتقد أن بإمكان ألمانيا أن تساهم في إعادة العلاقات الحميمة بين السودانين. وقد قدمت مؤسسة دويتشه فيله لنا أفكاراً تساعدنا في صياغة قانون الصحافة. وقد اعتمدنا تلك الأفكار.”، بخاصة وأن للأكاديمية الألمانية سجلاً حافلاً في هذا المجال، فقد ساهمت بشكل كبير في نجاح جميع البرامج في جنوب السودان، مثل نجاح الانتخابات والاستفتاء وتوعية المواطنين. لقد ساهمت الأكاديمية مساهمة فعالة جداً في إنجاح برامج عديدة في جنوب السودان.”، كما تقول فوزية.

Date

سبتمبر 25, 2012

Share