الحفاظ على السلامة أثناء الاحتجاجات
كصحافييين، فإن من واجبنا تغطية المظاهرات الاحتجاجية في كثير من الأحيان. خاصة وأن النزول إلى الشارع يكون مشحوناً بالعواطف تجاه قضية ما، وهذا عادة ما يعني أن هناك قصة تستحق أن تروى. وعندما تخرج الاحتجاجات عن السيطرة، فهذا يعني أنها ربما تستحق النشر أيضاً. ولكن، كيف يمكن للمرء أن يحافظ على سلامته أثناء تغطيته الاحتجاجات؟ فيما يلي بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار عندما أقوم بتغطية مظاهرة احتجاجية.
الاستعداد
-
تواصل مع منظمي الاحتجاج والشرطة والزملاء الصحافيين وأي مجموعة أخرى قد تكون قادرة على تقديم المساعدة. احتفظ بقائمة أرقام لتأخذها معك إلى مكان الحدث.
-
استفسر قدر المستطاع عن ماهية الاحتجاج. على سبيل المثال: من هم المتظاهرون؟ ما هي الطريق التي يعتزمون سلكها أثناء الاحتجاج؟ هل هناك جماعات عنف بين المتظاهرين؟ ما هي أعداد رجال الشرطة الذين سيتم نشرهم؟
-
فكر في أفضل مكان تراه مناسباً لتغطية التظاهرة. هل بالضرورة يجب أن تكون بين صفوف المتظاهرين؟ هل من الممكن التحدث إلى بعض المحتجين وبعدها تراقب الأحداث من مبنى شاهق بالقرب من الحدث مثلاً؟
-
فكر فيما إذا كنت تريد أن يتم التعرف عليك بسهولة كصحافي. في العادة، يريد الصحافي أن يتعرف عليه الناس على أنه صحافي. لكن في بعض الأحيان يود الصحافي أن يكون جزءاً من الحشود دون التعرف عليه.
-
إذا كنت تريد أن يعرف الناس أنك صحافي، فأفضل طريقة لذلك هي ارتداء سترة مكتوب عليها على الصدر والظهر كلمة “صحافة” (PRESS) بوضوح. إذا لم تكن السترة متوفرة، فاستخدم معداتك التي تشير إلى مهنتك. أمسك بالمايكروفون أو الكاميرا، عندها ستعرف الناس أنك صحافي.
-
يفضل اصطحاب معدات صغيرة الحجم قدر الإمكان إلى المظاهرة. فإذا تعين عليك التحرك بسرعة فإن الكاميرا الثقيلة ستعيق حركتك. حاول ارتداء أحذية تمكنك من الجري.
-
ابحث عن شخص يرافقك. عادة ما يسهّل عليك مهمتك وجود زملاء لك معك. واتفق معهم على اللقاء في مكان بعيد عن الحدث.
-
أخبر أحد الأشخاص عن المكان الذي ستقصده وعن الموعد الذي تتوقع فيه عودتك. ويفضل أن تخبر شخصاً مخضرماً في مؤسستك الإعلامية أنك متواجد في قلب تظاهرة.
أثناء تواجدك في المظاهرة:
-
ابق مدركاً لما يدور حولك. هذه النقطة هي الأهم فعلاً. وخصوصاً عندما تجري مقابلات أو تقوم بالتصوير، فمن الممكن أن يقودك ما تقوم به لأن تصبح جزءاً من الحدث. وفي حال بدت الأمور تميل إلى التوتر، فتناوب العمل مع زميل آخر، بحيث يمكن لأحدكم رصد ما يحدث من حوله من تطورات، في حين يواصل الآخر عمله.
-
في حال بدت الأمور تسير نحو التوتر، عليك أن تفكر دائماً بما ستفعله في حال ازدادت الأمور سوءاً. ابحث عن طرق وأماكن آمنة للهرب.
في حال ساءت الأمور:
-
في حال كنت مستهدفاً من قبل الحشود، عليك مغادرة المنطقة أو ابتعد عن الأشخاص الذين يشكّلون تهديداً لك. ربما بمقدور قوى الأمن أو المنظمين أن يقدموا المساعدة إليك. وفي هذه الحالة فإن اتصالاتك المبكرة سابقاً يمكنك أن تفيدك بشكل كبير.
-
إذا عمت الفوضى والاشتباكات فاقصد مكاناً آمناً بسرعة. وتذكر أن الناس غالباً ما يلقون أشياء صلبة (كالحجارة مثلاً) أثناء الاحتجاجات، لذا قد لا يكون الاختباء خلف جدار كافياً لحمايتك، ويفضل الاحتماء داخل مبنى.
-
في حال تم إطلاق الغاز المسيل للدموع، فعليك مغادرة منطقة الأحداث على الفور. النصيحة المعتادة هي أن تحاول غسل عينيك بالماء، وخلع الملابس وغسل الجسد.
-
في حال حدوث إطلاق نار، فعليك البحث عن ساتر مناسب. وتذكر أن بإمكان رصاصة الكلاشينكوف اختراق جدار بسيط.
نقطة أخيرة: إن أفضل قصة لا تستحق أن تضيع حياتك من أجلها. من الأفضل أن تحافظ على سلامتك وترى أحداثاً أقل، على أن ينتهي بك المطاف وأنت في عداد المصابين.
عمل مارتين مراسلاً لأكثر من عشر سنوات، وكان يعمل بشكل رئيس في الإذاعة والإعلام المقروء. كان يعيش في السنوات الثلاث والنصف الأخيرة في باماكو، عاصمة مالي، وعمل مراسلاً لوسائل إعلام دولية مختلفة. كما يدرب مارتين الصحافيين في شمال وغرب إفريقيا لصالح أكاديمية دويتشه فيله.