More DW Blogs DW.COM

onMedia

الصحافة النوعية في العصر الرقمي

“لا تخزن أية معلومات على جهازك الخاص أبدا”

مؤنس البخاري، رئيس منظمة ميثاق سوريا

بعيداً عن العنف في الشوارع، اتخذت النشطاء السوريون الانترنت مكاناً لهم للتمرد. هذا المكان الذي لا يخلو من الملاحقات من قبل قراصنة الإنترنت الموالين للحكومة. حتى هذا النشاط لم يخل من المخاطر، فقد ذكرت منظمة ملاسلون بلا حدود بأن ٥٩ ناشطاً ومستخدماً للإنترنت قتل حتى مارس/آذار ٢٠١١.

يانس هاغمان أجرى لقاء مع مؤنس البخاري لمعرفة المخاطر التي يتعرض لها نشطاء سوريا عبر الشبكة العنكبوتية.

 

مؤنس، أنت ناشط سوري على الإنترنت. وبارع في استخدام الانترنت وتعرف كيف تحمي نفسك. لكن لماذا اضطررت لمغادرة بلدك؟

كان هناك عميل في مجموعتنا. وقد بعث بمعلمومات وصور ومقاطع فيديو لصحيفة لوس أنجلوس تايمز حول ما يحدث في دمشق. وهذا العميل يسكن في نفس المبنى، الذي يقيم فيه النشطاء في دمشق. ونقل كل شيء عني وعن أصدقائي لقوى الأمن، الذين حاولوا الإمساك بي وقتلي.

كيف عرفت ذلك؟

وصلتني المعلومات من أصدقائي الذين اعتقلوا أصلا. وأوصلوا لي رسالة طلبوا مني فيها مغادرة سوريا. ولذا توجهت إلى بيروت ومن ثم إلى عمان.

أسست في عام ٢٠١١ منظمة ميثاق سوريا. ما هي هذه المنظمة؟

منظمة ميثاق سوريا عبارة عن مجموعة من النشطاء. جميعنا سوريون نعيش خارج وداخل سوريا. وتعرفنا على بعضنا قبل الثورة أو خلالها. ومع انطلاق الثورة بدأنا بترجمة الفيديوهات وإرسالها لمنظمات حقوق الإنسان. والآن تشرف المنظمة على عدة مشاريع مثل راديو بلدنا.

كيف تقومون بالبث؟

عبر الإنترنت. نستخدم مشغلاً للإرسال من خلال الموقع، وكذلك ساوند كلاود ويوتيوب وفيميو. المشروع انطلق في سبتمبر/أيلول ٢٠١٢ مع فريق من مختلف الفئات، سواء الدينية والعرقية في سوريا. وأردنا منح الأمل للناس. ونقل تجربة الحرب اليومية في سوريا. وبدلاً من نقل الأحداث قررنا الحديث عن المستقبل. وتحدثنا للسوريين عن الديمقراطية والحرية وتقديم الدعم النفسي. ونحاول بناء الجسور بين مؤيدي الأسد والمتمردين.

هل يمكنك وصف راديو بلدنا بأنها إذاعة للمعارضة؟

لا، بل هو مشروع حوار. فنحن ننظم مؤتمرات عبر سكايب مع أناس من مشارب مختلفة ولهم وجهات نظر مختلفة ونقوم ببثها. وأحياناً نقوم بجمع مؤيدي الأسد والمتمردين للاجتماع في نفس المكان.

ألا زال موقعكم يتعرض لهجمات قراصنة الإنترنت المؤيدين للأسد، أو ما يعرف بالجيش السوري الإلكتروني؟

تعرض موقع منظمة ميثاق سوريا لعدة هجمات. وتمكنوا من اختراقها مرة واحدة. وأغلقوا صفحتنا على الفيسبوك مرتين. ونقلت الصفحة ثلاث مرات إلى مشغلات أكثر أمانا، وهذا لا ينطبق على موقع منظمة ميثاق سوريا فحسب، بل أيضاً موقع بلدنا ومدونتي الخاصة. واضطررت تغيير نظام إدخال البيانات. وأستخدم ووردبريس بدلاً من جملة. فهو أسهل ولا يحتوي على ثغرات أمنية كثيرة.

آخر مشاريع منظمة ميثاق سوريا كان موقع (journactivist.net)؟ ما هو هذا المشروع؟

هو خليط بين الصحافة المهنية وصحافة النشطاء (المجتمعية). فالصحفي يعتاش من مهنة الصحافة، على عكس الناشط. ونحاول من خلال المشروع تأسيس معاهد في المناطق المحررة من أجل تدريب النشطاء على العمل الصحفي وتقنياته، وتكمن المشكلة في وجود عدد كبير من النشطاء الصحفيين في سوريا والقليل من الخبرة في كيفية استخدام الكاميرا أو كتابة التقارير. فخلال الخمسين سنة الماضية لم يكن لدينا صحافة حرة في سوريا ولم يكن هناك تدريب جيد للصحفيين.

ما هو عدد المعاهد التي أسستموها مثل هذا؟

لدينا واحد في إدلب ونعمل على تأسيس اثنين آخرين في حلب وفي مدينة معرة النعمان، جنوب حلب. ونأمل أن نتمكن من تأسيس مثلها في دمشق ودرعا وحمص. ولكن تنقصنا الإمكانيات والتمويل للقيام بذلك.

لو امتلكت المال، فقد لا تستطيع تأسيس معهد في دمشق؟

يمكننا ذلك في شرق المدينة. فقد حرر الجزء الشرقي، ولكن قد يتم تدميرها من قبل سلاح الجو، ولكن لا يستطيع الجيش السوري دخول المناطق الشرقية في دمشق.

تمتلك منظمة ميثاق سوريا حساباً نشطاً على تويتر تحت اسم (New Syria News). وأرسلتم أكثر من مائة ألف تغريدة، كيف يمكن ذلك؟ حساب واحد، يعمل به الكثير من النشطاء؟

لدينا فريق من النساء في سوريا، وواحدة منها تجمع الأخبار من المراسلين في سوريا عبر سكايب وفيسبوك. وترسلها إلى محرر، والذي يرسلها بدوره إلى الناشرين. والناشرون هم أربع نساء تعمل بورديات. واحدة تعمل في الصباح، وأخرى في المساء وهكذا. وجميعها يعمل من البيت بالطبع.

أرسلت تغريدة عن مقاتلين شيعة وصلوا إلى سوريا من العراق. كيف تتحقق من مثل هذه الأخبار؟

من الصعب التحقق من الأخبار. ولكن عندما نحصل على المعلومات من جهات مختلفة، فنتوقع أنها صحيحة. فعندما يخبرنا أحد الأشخاص عن مقتل سبعين شخصاً في دمشق مثلا، يبدأ فريق العمل بسؤال أشخاص آخرين في المدينة فيما إذا كانوا شاهدوا ذلك؟ أو سمعوا صوت انفجار. وأعتقد أننا ننجح في ثمانين بالمائة من الأخبار.

هل سبق وأن نشرتم أخباراً مغلوطة؟

بالتأكيد، عدة مرات. ففي إحدى المرات نشرنا أن بشار الأسد قد قتل. وهذا لم يكن صحيحا.

ما هي خطورة النشاط الإلكتروني بالنسبة لفريق العمل؟

لو كنا داخل سوريا وننقل الأحداث الجارية في الشوارع، فقد نتعرض للقتل من قبل قوات الأمن. فنقل الحقيقة عبر الإنترنت سبب كاف لذلك.

بالحديث عن أمن المعلومات، ما الذي تنصح به نشطاء الإنترنت؟

أولاً لا تستخدم جهاز شخص آخر. ثانياً لا تخزن أية معلومات على جهازك الخاص أبداً، ثالثا استخدم الاتصال عبر ما يعرف بـ (شبكة خاصة افتراضية – VPN) ورابعاً كن متأكداً من أن أصحابك ومن تتصل بهم يعرفون كيف يحموا أنفسهم. وإذا لم يتمكنوا من ذلك، فلن تكون أنت أيضاً آمنا.

—-

مؤنس البخاري، والمعروف أيضاً تحت اسم الناشط أبو عمر، أحد مؤسسي منظمة ميثاق سوريا (SCO)، تمكن من مغادرة سوريا قبل فوات الأوان. وابن الخامسة والثلاثين مصور ومخرج أفلام يعيش الآن مع عائلته في عمان، الأردن، حيث ينسق أنشطة منظمة ميثاق سوريا، إضافة إلى إذاعية بلدنا عبر الإنترنت، ومدونة .syriadaily.net“.

http://monis.me/

http://syriancharter.org/ 

http://baladna.fm/

https://twitter.com/NewSyriaNews 

http://journactivist.net/ 


Date

مايو 24, 2013

Share