More DW Blogs DW.COM

onMedia

الصحافة النوعية في العصر الرقمي

صحافة مصر تكتشف الحرية

 

لا زالت وسائل الإعلام المصرية تكافح من أجل استقلالها وحريتها بعد عام من الإطاحة بحكم نظام حسني مبارك. “ولم يستطع حكام مصر الجدد التخلي عن رقابة وسائل الإعلام حتي الآن.“ حسبما يرى يينسأوفه راهه، منسق أكاديمية دويتشه فيله في المنطقة.

 

تلبية لدعوة أكاديمية دويتشه فيله، سيحضر إلى العاصمة برلين 15 صحفياً وإعلامياً سياسياً مصرياً للتعرف على آلية عمل واستقلال وسائل الإعلام الألمانية. ووجهت الأكادييمة دعوة إلى مندوبين عن وسائل الإعلام الخاصة والرسمية من صحف وإذاعات وتلفزيونات، سواء من اللبراليين أو كذلك الإخوان المسلمين.“ حسبما يؤكد راهه. معتبراً أن هدف الزيارة جاء لإطلاع الضيوف على كيفية سير عمل وسائل الإعلام المسؤولة من خلال الرقابة الذاتية. وذلك في إطار حرية كاملة لوسائل الإعلام دون رقابة الدولة عليها.“


لكن مصر لا زالت بعيدة عن حرية الإعلام. فقد تراجعت 39 مركزاً في العام الماضي لتحل في المركز 166 على قامة منظمة مراسلون بلا حدود، لتتوسط بذلك لاؤس وكوبا. وأخذت روح التفاؤل التي سادت في وسائل الإعلام بعد الثورة بالتلاشي. فقد كرر المجلس العسكري مراراً انتقاده لأسلوبه في قيادة البلاد وشكك في نواياه الديمقراطية مستخدماً في ذلك العنف. فقد اعتقل عدد من المدونين الناسطين وتم استهداف العديد من الصحفيين والاعتداء عليهم.

سافر راهه خمس مرات إلى القاهرة منذ مارس/آذار 2011 من أجل التعرف على حاجة وسائل الإعلام للتدريب والتعرف كذلك على شركاء جدد في هذا البلد. “مهمتنا تتمحور في تقوية وتعزيز وسائل الإعلام والصحفيين الإصلاحيين. ونحن نؤمن بأن حرية الإعلام من أهم ركائز الخطاب الإعلامي والنقاش العام – فهي تدعم العملية الديمقراطية وتعمل على دفعها للأمام.“

وتتعاون أكاديمية دويتشه فيله مع وسائل إعلام خاصة مثل قناة (ON-TV) وموقع (Linkonline). وتقدم الأكاديمية دورات في مجال الأخبار والتقارير السياسية، إضافة إلى التقارير المصورة عبر الإنترنت. وتسعى الأكاديمية بالتعاون مع الجامعة الألمانية في القاهرة إلى تأسيس قسم لدراسة الماجستير في مجال إدارة وسائل الإعلام. هذا إضافة إلى تدريب طلبة ومعيدي كلية إعلام جامعة القاهرة في مجال الصحافة الالكترونية.

علاقات التعاون لم تنقطع أيضاً مع التلفزيون الرسمي المصري. مع العلم أن الإعلام الرسمي خسر من مصداقيته خلال الثورة، بعد الدور الذي قام به. ولا زال المراقبون ينتقدونه بولائه للسلطة الحاكمة. ولكن هيئة القناة الرسمية تؤكد على نيتها للاصلاح. ولذا تعد أكاديمية دويتشه فيله لدورة تدريبية حول التقارير الإخبارية لهذه القناة.

تستقبل عروضنا في مصر بكل حفاوةحسبما يقول راهه، حتى رغم التقارير الواردة من القاهرة والتي تفيد بتشكيك المجلس العسكري بالمساعدات التي تقدمها المنظمات غير الحكومية الدولية. “ولكن هذا لم يؤثر على عملنا. ولا زلنا نقوم بعملنا دون عوائق، وهناك إمكانيات أكبر مما كانت عليه الحال قبل الثورة.“

ولكن ظروف العمل الصحفي في مصر لا زالت تشكل عائقا أمام تطور وسائل الإعلام. ولا يعلم أحد كيف سيكون شكل النظام الإعلامي الجديد الذي ستقره الحكومة القادمة. ولكن يينس راهه متأكد من أن صحفيو مصر ذاقوا طعم الحرية، ولذا لن يتنازلوا عنها أبدا.“

 

 

Date

فبراير 23, 2012

Share