More DW Blogs DW.COM

onMedia

الصحافة النوعية في العصر الرقمي

نصائح للكتابة الصحفية الجيدة

 

التروي وفهم النص من أهم خصائص الكتابة الجيدة

من يريد الكتابة بأسلوب جيد ليس بحاجة إلى الموهبة فحسب، فالكتابة هي حرفة يمكن للمرء تعلم تقنياتها. لونا بوليفار تكتب وتحرر نصوصاً صحافية منذ عدة سنوات. وقد لخصت لنا كيفية كتابة نص جيد.

اِفهم ما تكتب

قد تبدو هذه النصيحة بديهية، لكن غالباً لا يعلم المحررون سوى القليل عما يكتبوه. لا تعتقد أبداً أن القارئ لم يلحظ هذه النقطة. لذا من المفيد أخذ الوقت الكافي للفهم. وفي هذا الإطار تقول لونا: “لا أزال أتذكر كم بحثت عن توضيح عن مظلة إنقاذ اليورو عندما تم اعتمادها للمرة الأولى، لكن دون جدوى. وفي وكالات الأنباء والصحف وعبر الإنترنت كان المحررون يكررون دائماً الإسطوانة ذاتها: مجموعة من كلمات غريبة لا يفهمها إلا الخبراء. والأرجح أن المحررين أنفسهم لم يكونوا على دراية بما كانوا ينشرون. كان اتصال هاتفي قصير بأحد المعاهد الاقتصادية يكفي للحصول على توضيح مفهوم من خبير حقيقي. وهذا يقودني إلى النقطة التالية.“


إسأل، فأنت صحافي

قرأت مرة أن السلاحف في جنوب المحيط الهادي ترقص على ثلاثة أرجل قبل التكاثر عند اكتمال القمر. لكن من المؤكد أنك تعرف ذلك، فأنت صحافية.” كلا! لا أعرف ذلك. يجب على الصحافي تقصي المعلومة، لكن ليس من المطلوب منه الإلمام بكل شيء؛ فهو ليس قاموسا متحركاً. لكنه عليه أن يعرف كيف يعثر على الأشخاص الذين يلمون بأمر ما.

أي كن خلاقاً في بحثك عن المصدر. وتجنب دائماً البحث في المصادر المعهودة المشكوك بصحتها. شبكة الإنترنت تسهل البحث عليك كثيراً اليوم. وأثناء التقصي والقراءة ستصل إلى الشخصية التي تمتلك الإجابة. واطرح دائماً أسئلة جديدة، ولا تتردد في إظهار عدم معرفتك.

اختيار الكلمات المفهومة والهيكلية الصحيحة مهمة في الكتابة لفهم النص

 

هل تعرف سلفاً ما الذي تريد سرده؟

بعد أن تتقصى وتقرأ وتسأل وتفهم، عندها تكون قد أنجزت نصف المهمة. فالأفكار الواضحة والمعلومات الوافية ستسهل عليك عملية الكتابة كثيراً.

افصل البيانات ذات الصلة عن تلك التي يمكن الاستغناء عنها. فغالباً ما تجمع معلومات أكثر من التي يمكنك استخدامها. يمكنك اتباع قواعد مثل فرضية – فرضية مضادة – تحليلأو حتى كسر تلك القواعد. المهم هو أن تكون لديك صورة واضحة عن الأفكار التي تريد إيصالها والأسلوب الذي تريد اتباعه.

العنوان الجيد يحفز على القراءة

تعترف لونا بأنها تحسن اختيار العناوين الرئيسية الجيدة. “فكل ما قرأته عن هذا الموضوع لم يساعدني كثيراً في هذا الأمر. ببساطة لا أمتلك الموهبة الضرورية لذلك.“ مع العلم أن العنوان الرئيس مهم جداً، ويمكن أن يحيي أو يميت المقال. إذا كنت تواجه صعوبات في العنوان الرئيس مثلي، فأنصحك بشيء واحد فقط: ابحث عن زميل ماهر في هذا الأمر وكن لطيفاً معه. ومن الممكن أن يصبح صديقاً لا يقدر بثمن.

بداية قوية

مدخل النص المحفز أو ما يعرف بالطربوش، والجمل الأولى في النص مهمة جداً. حتى وإن نجح عنوانك الرئيس في لفت اهتمام القارئ، فلا يزال احتمال أن تخسره بعدها قائماً. في حال كان ما تكتبه إخبارياً صرفاً، فإن الإمكانيات المتاحة أمامك محدودة. لكن إن كنت تكتب عن موضوع يتيح مساحة للإبداع كالريبورتاج مثلاً، فاستغل ذلك وأظهر شجاعتك وإبداعك. قاعدة الأسئلة الستة، مبدأ الهرم المقلوب: هذا جزء من أدوات المهنة للصحافي. وفي مجال الصحافة الخروج عن القواعد مسموح أحياناً لطالما كان له مغزى.

فاجئ قراءك واكسب اهتمامهم وشدهم إليك، بحيث يتشوقون لقراءة نصك إلى آخره.“

تريث، ولا تورد كل شيء دفعة واحدة

يجب أن يدرك الصحفي أن قاعدة الأسئلة الستة (من، ما، أين، كيف، لماذا، ماذا) مقدسة. ولونا لا تطالب بتدنيسها أيضاً. لا ينبغي الإجابة عن كل تلك الأسئلة في الجملة الأولى، بل يجب ترك بعض الوقت للقارئ ليغوص في السرد ويجد نفسه فيه ويتفكر به. ولا بد من تركه يلتقط أنفاسه بين الفينة والأخرى، بخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بمعلومات تقنية أو معقدة، حينها عليك تحديد جرعات المعلومات. ابحث عن الإيقاع المناسب لقصتك، ولا تكتب البيانات إلا عندما يحتاجها القارئ. وفي حال تعين على القارئ انتظار البيانات طويلاً جداً، فسينفد صبره ويتركك. لكن بإمكانه أن يتحمل بعد الإثارة. وفي الاستراحات ما بين الوقائع الصعبة الفهم ستجد فسحة لكتابة فكرة شخصية. حيث يمكنك على سبيل المثال أن تكتب عن عيوب نظام الرعاية الصحية أثناء سردك لمصير المريض.

لا تتشتت إطلاقاً

ليس هناك ما هو أهم من عدم إضاعة الفكرة. مطلع المقال المفاجئ واللعب بإمكانيات السرد لا يعنيان فتح المجال للفوضى. كل نص يحتاج إلى هيكل، يجب أن تعطي جميع أجزائه المعنى العام. يجب أن تكون النقلات من الأمور غير المألوفة إلى المعتادة، ومن الحقائق المعقدة إلى التجربة الشخصية، سلسة ومنطقية. ويتعين عليك أن تعرّف القارئ سبب انتقالك من نقطة إلى أخرى. لا ينبغي أن يلفه الغموض. يجب أن يكون الطريق الذي مهدته للقارئ واضح المعالم ويوحي بالنهاية. هكذا فقط ستجده مستعداً لإتمام قراءة النص.

في الختام

خاتمة المقال حاسمة، تماماً مثل مطلعه. فنحن لا نرغب في إحباط القارئ بعد بلوغ الهدف. وينبغي أن نحفزه لقراءة مقالاتنا التالية. هذا يعني تفعيل الإبداع الكامل مرة ثانية.

يمكنك الختم باستنتاج، ويفترض أن يكون هناك استنتاج دائماً. أو بسؤال في حال بقيت هناك نواحٍ عالقة. أو بتلخيص قصير في حال كان الموضوع معقداً. وثمة طريقة شائعة الاستعمال، وهي ختم المقال باقتباس. وهنا يُنصح أثناء إجراء المقابلات أن تكون يقظاً للجمل القوية والمفيدة. بحيث يمكنك استخدامها إما كمدخل أو كمخرج أيضاً لقصتك. وقراءة الكتب والروايات والمطالعة بشكل عام تفيد الصحفي في الابداع وإظهار قدراته. لكن حذار من أن تبدو بمظهر المثير للشفقة.

وبغض النظر عن الخاتمة التي وقع اختيارك عليها في نهاية المطاف، توخَ أن تكون متناغمة مع روح النص. لا تنهي القصة بشكل فجائي، ولا تخلق هوة يمكن أن يقع فيها قراؤك.

 

Date

مايو 23, 2012

Share