إنتاج فيديو لشبكة الإنترنت (الجزء الثاني)

في مقالنا الأول “إنتاج فيديو لشبكة الإنترنت“، اطلعنا على بعض المعدات الأساسية لإنتاج فيديو، والتي ينبغي عليك أن تراعيها، وكذلك اعتبارات هامة مثل الإضاءة والصوت، بالإضافة إلى بعض المهارات الأساسية التي ينبغي تطبيقها قبل الضغط على زر التسجيل.

تذكر أن كاميرتك هي أداة لسرد القصص، وليست هناك كاميرا مثالية لجميع الحالات التي ستواجهها. المهم أن تحاول الاعتياد على تشغيلها.

– تعرّف على كيفية تشغيل ضوابط بؤرة العدسة

– تعرّف على كيفية الضبط اليدوي لإعدادات التعرض التالية: سرعة الغالق، فتحة العدسة، الكثافة المحايدة، الكاسب

– تعرّف على كيفية إعدادات الصوت. – تعرّف على الظروف التي تنتج فيها كاميرتك أفضل الصور

– تعرّف على الحدود القصوى لكاميرتك: فهذا الأمر سيساعدك على التخطيط وسير العمل

وبالواقع، فإن ما سيأتي ذكره لاحقاً هو التطبيق العملي. يتيح لك الفيديو على شبكة الإنترنت فرصة استخدام أي كاميرا فيديو صغيرة كامكوردر تقريباً. ولكن بغض النظر عن نوع الكاميرا التي تمتلكها، عليك أن تبدأ بتسجيل ساعات استخدامك لها في ظروف مختلفة. وعندما تصبح مرتاحاً وواثقاً من استخدام كاميرتك الفيديو، عندها يمكنك التركيز على قصتك أكثر.

في هذا المنشور، في الوقت الذي لا تزال تقوم فيه بالتطبيق العملي بكاميرتك والمعدات، سنعرفك على بعض أنواع الفيديو الأساسية لشبكة الإنترنت، والتي ستفيدك في تقديم بعض الأفكار التي يمكنك تطبيقها أو تبنيها في سير عملك في قصصك على الإنترنت وغرفة الأخبار.

مقطع فيديو أو فيديو كليب

مقطع فيديو قصير هو أكثر أشكال الفيديو الأساسية التي يتم إنتاجها للعرض على شبكة الإنترنت، وهي تقدم طريقة بسيطة جداً لإضافة عنصر متعدد الوسائط إلى قصتك.

تُستخدم مقاطع الفيديو لإضفاء معنى إضافي لموضوع قصتك، أو تساعدك على تفسير أو توضيح نقطة ما. كما يمكن أن يكون مقطع الفيديو هو العنصر الذي يجذب الجمهور إلى قصتك، بخاصة إذا تم نشره عبر مواقع الإعلام الاجتماعي. أو ربما يكون عنصر الوسائط المتعددة الذي يستكشفه جمهورك قبل قراءة باقي قصتك.

ربما تكون مقاطع فيديو الويب القصيرة في أقصى قوتها عندما تستعرض لحظة وقوع حدث ما. مقطع فيديو انفجار نيزك فوق روسيا والذي بثته قناة “سي سي تي في” والذي التقطته كاميرات فيديو هو مثال على ذلك. مثال آخر عُرض مؤخراً هو تفجير ماراثون بوسطن والذي التقطه فريق مصورين من صحيفة بوسطن غلوب.

صحافيون من وول ستريت جورنال أصبحوا مزودين الآن بهواتف آيفون، ويضعون في ملفات مجموعة من الفيديوهات الخاصة بشبكة الإنترنت على موقعهم “وورلد ستريم” وشبكات الإعلام الاجتماعي الخاصة بوول ستريت جورنال. تخطيط وهدف وجودة محتوى الفيديو هي أمور يحددها صحافيون ذات توجهات مختلفة. ونظراً لأن الفيديو مأخوذ أصلاً بكاميرا هاتف محمول، لذا يتوقع المرء أن يكون إنتاجه خاماً وجاهزاً بعض الشيء. لكن هذا المثال أدناه الذي يُظهر سفينة الركاب كوستا كونكورديا التي جنحت في إيطاليا، هو أمر بسيط جداً، فقد كان الصحافي على متن سفينة تمر من هناك، وما كان عليه سوى تثبيت الكاميرا لكي ينتج مقطع فيديو سريع. لا شيء من نسج الخيال. الفيديو قصير وبسيط ويوضح المشهد. اضغط على الصورة للمتابعة.

هنا مثال آخر عن كيفية استخدام مقطع فيديو في مجال الأخبار الإلكترونية. قبل بضع سنوات كنت برفقة صحافيين لإرسال تقرير عن حريق اندلع في مبنى يضم مكاتب حكومية في فريتاون، في سيراليون. كان مشهد رجال الإطفاء والشرطة والموظفين فوضوياً وهم يحاولون إخماد النيران. كان هناك نقص في طفايات الحريق وكان من الصعب بالنسبة لفرق الإطفاء توفير ضغط ماء كافٍ حتى الطابق الخامس. بالنسبة لقصة إخبارية للإنترنت فإن هذا المقطع القصير، بطول 23 ثانية الذي تم تصويره بجهاز آيفون 3 جي إس قديم، أمكنه إيصال الإحساس للمشاهدين عما كان يحدث في تلك اللحظات. بالمناسبة كان المكتب الذي تعرض للحريق يحتوي على سجلات ملكيات الأراضي.

[youtube: NhuKAyshBRw]

نصائح

– اجعل الفيديو قصيراً وبسيطاً

– إذا كان ممكناً، فكّر بلقطتك مسبقاً. تجنب اللقطات العبثية بكاميرتك

– بدلاً من أن تحاول تصوير كل شيء، من الأفضل أن تصوّر شيئاً واحداً مهماً لقصتك

– حافظ على ثبات كاميرتك وحاول تجنب الضوضاء

– هذّب مقطع الفيديو وحمّل أفضل جزء ليضيف قيمة إلى قصتك

– لا بد من أن نذكر هنا هذه النقطة التي ذكرتها الصحف الكبرى، وهي أن تمسك كاميرتك بالطريقة الصحيحة لكي تتجنب متلازمة الفيديو الأفقي

مقابلة مصورة

المقابلة المصورة هي أساس محتوى فيديو الإنترنت. بإمكانك أن تقدم لجمهورك على الإنترنت مقابلة قصيرة أو ربما مجرد استخدام مقطع قوي يساعد على توضيح نقطة معينة. مهما فعلت، إذا قمت بعملك على الوجه الصحيح فسيكون لديك عنصر بصري جيد، ومن السهل نسبياً إنتاجه لإدراجه في قصتك. وإذا لم تنجح في ذلك فسيشعر جمهورك بالملل.

إذا كنت تصوّر نفسك، ففكر بإجراء مقابلة مباشرة مع ضيفك، سواء كان جالساً أو واقفاً.

الحامل الثلاثي أو الأحادي يساعدك على إنتاج مقابلة بجودة أفضل، فلن تكون كاميرتك مهتزة ولن تُرهق يدك من حمل الكاميرا أثناء إجراء المقابلة.

لهذا النوع من المقابلات الأساسية اطلب من ضيفك النظر إليك أثناء إجابته على أسئلتك، بدلاً من النظر إلى عدسة الكاميرا.

من المهم أن تحاول أن تكون عينا الضيف وعدسة الكاميرا وعيناك على مستوى واحد.

إذا كنت تستخدم كاميرا صغيرة، فمن المحتمل أنك لا تحمل معك معدات إضاءة. لذا فكّر بعناية باستغلال مصادر الضوء المتوفرة بكفاءة. انظر إلى مصدر الضوء، حرّك كاميرتك ومكان الضيف وفقاً لمصدر الضوء.

ألق نظرة على عرض الشرائح لمشاهدة بعض الأمثلة التي تم تصويرها بالاستعانة بالضوء المتوفر فقط في ظل الظروف المختلفة. استعرض الأمثلة على كامل الشاشة، واضغط على معلومات العرض في الزاوية اليمنى في الأعلى لمعرفة تفاصيل كل لقطة. سنضيف المزيد من الأمثلة، بعضها جيد وبعضها ينبغي تفاديه.

نصائح

– تجنب تصوير ضيفك بعكس الضوء/خلفية بيضاء (انظر المثال في عرض الشرائح)

– لا تنسى قاعدة الأثلاث أثناء الإعداد للقطة إجراء المقابلة

– اترك بعض المساحة في أسفل إطار الصورة (الثلث الأسفل)، في حال أردت إضافة اسم الضيف ووظيفته

– أغلق الهاتف المحمول لتجنب أي تشويش أو إزعاج

– استخدم في هاتفك المحمول وضعية الطيران أو خارج التغطية عندما تستخدمه في التصوير، وذلك لتفادي الاتصالات الواردة

– تجنب المقابلات في غرف ذات سطوح تنتج صوتاً قوياً أو صدى، كالحمامات المزينة بالبلاط

– استخدم مايكروفوناً خارجياً في حال كان ذلك ممكناً، وابتعد عن الأماكن ذات الأصوات الصاخبة في الخلفية

– إذا كانت كاميرتك/هاتفك المحمول يفتقر إلى مخرج للسماعات، سجّل بضع ثوانٍ، واسمعها لكي تتحقق من مستوى الصوت

في منشورنا القادم سنلقي نظرة إنتاج رسائل مصورة قصيرة وكيفية البدء تصوير لقطة.

الكاتب: Guy Degen