إنتاج فيديو لشبكة الإنترنت (الجزء الأول)

لإنتاج فيديو هناك ما هو أكثر بكثير من تحريك كاميرا فيديو وضغط زر التسجيل. ومن المؤسف أن الصحافيين غالباً ما يظنون أنه بدون تدريب أو بشيء بسيط منه بإمكانهم الخروج بالكاميرا وتصوير شيء ما لموقعهم الإلكتروني. اجعل مقطعك بسيطاً وقصيراً، والقليل من التخطيط يساعدك كثيراً. ربما تكون هذه أفضل نصيحة لأي شخص يريد الشروع في إنتاج مقطع فيديو ليتم عرضه على موقع إلكتروني.

من الأفضل الانتساب لدورة صحافي مصوّر لتعلم المزيد عن الأمور التقنية المتعلقة بالتصوير وقوة سرد القصة المرئية. ولكن إذا كنت تطلع إلى بعض النصائح للبدء، فإن سلسلتنا على المدونة حول إنتاج فيديو لشبكة الإنترنت ستتناول بعض الأساسيات وستضعك على الطريق الصحيح في هذا المجال.

أية كاميرا؟

سيخبرك المدربون أن هذا السؤال يُطرح في كل دورة تصوير فيديو. لكن السؤال المهم الذي ينبغي عليك طرحه على نفسك: ما هو الغرض من الفيديو الذي أريد إنتاجه؟ مقاطع قصيرة؟ مقابلات؟ تحقيقات؟ هذا الأمر سيقودك إلى نوع الكاميرا الذي يناسب احتياجاتك. انظر إلى لمحة في الأسفل، ولكن تحقق أيضاً من دليل الفيديو القصير هذا.

هواتف ذكية

جميع الهواتف الذكية المعروفة مزودة بكاميرات لتصوير مقاطع فيديو بترميز معين مثل إم بي 4 أو موف. الهواتف الذكية مفيدة لتصوير المقابلات ومقاطع الفيديو السريعة. أحياناً يكون موضع المايكروفونات في الهواتف الذكية لا يساعد على التقاط الصوت بشكل جيد. لذا يفضل استخدام مايكروفون خارجي عن طريق وصله بالهاتف بالكابل أو وصلة أخرى إذا كان ذلك ممكناً، وذلك لإنتاج فيديو بجودة أفضل. تذكر أن الهواتف الذكية صغيرة وخفيفة، وهذا الأمر يزيد من صعوبة إنتاج لقطة ثابتة باليد.

كاميرات فيديو الجيب والكاميرات الرقمية الصغيرة

نعم، يمكنك القول إن انتشار الهواتف الذكية، التي تتيح تصوير الفيديو بتقنية إتش دي، حلت محل كاميرات فيديو الجيب، مثل مجموعة كاميرات فليب أو كوداك. غير أن نماذج مثل كاميرات الجيب كوداك “Zi8” و“PlayTouch” تحتوي على مدخل مايكروفون خارجي، ما يعطي هذه النماذج قيمة إضافية. معظم الكاميرات الرقمية الصغيرة “point & shoot camera” لديها وظيفة الفيلم، مثل الهواتف الذكية، فهي مقبولة لتصوير مقابلات أو مقاطع فيديو سريعة، لطالما كان صوت الشخصية التي يتم إجراء مقابلة معها واضحاً، وبعيداً عن تأثير الضوضاء في الخلفية. وتذكر أنه مثل الهواتف الذكية، فإن التصوير باليد الثابتة باستخدام كاميرات فيديو الجيب والكاميرات الرقمية الصغيرة سيكون صعباً، لذا ينصح باستخدام حامل الكاميرا ثلاثي الأرجل أو الأحادي من أجل ضمان عدم اهتزاز الصورة.

كاميرات رقمية عاكسة مفردة العدسة (DSLR)

بإمكان وظيفة تصوير الفيديو، المتوفرة في العديد من الكاميرات الرقمية العاكسة مفردة العدسة وكاميرات مايكرو 3/4 عديمة المرآة، أن تنتج فيديوهات مذهلة، وهذه هي ميزة وجود جهاز استشعار كبير. هذا الأمر مفيد بالفعل بالنسبة للمصورين الذين يريديون تقديم مقاطع فيديو عن الأحداث التي يقومون بتغطيتها. ولكن هناك بعض السلبيات التي تجب مراعاتها؛ فعلى سبيل المثال، ليس جميع الكاميرات الرقمية العاكسة مفردة العدسة لديها مدخل مايكروفون. وسوف تجد على الأرجح أنه في أفضل ظروف الإضاءة فإنك سوف تحتاج إلى استخدام مرشح الكثافة الضوئية (فلتر إن دي)، بخاصة إذا كنت تصور بمعدل أطر فيديو معياري مثل 24 و25 و30 و50 و60 إطاراً (فريم) في الثانية.

كاميرات فيديو الجيب (كامكوردر)

من الواضح أن هناك مجموعة واسعة من كاميرات فيديو الجيب، بدءاً من الموديلات الاستهلاكية، وصولاً إلى كاميرات كامكوردر الاحترافية المستخدمة في الصحافة المصورة. باختصار، ينبغي أن توفر كاميرا كامكوردر ميزات العدسة الجيدة وتحتوي على مرشحات ND مدمجة، إضافة إلى مدخل مايكروفون خارجي (سواء كان 3,5 ملم أو XLR) ومخرج سماعة للتأكد من جودة الصوت.

التعريض للضوء والعمل وفق الضوء المتوفر

أغلب الصحافيين، الذين يستعملون كاميرات كامكوردر صغيرة أو هواتف ذكية أو كاميرات رقمية صغيرة، ربما لن يحملوا معهم معدات إضاءة. لذا لا بد من التفكير ملياً بكيفية استخدام مصادر الضوء المتوفرة بشكل فعّال. وهذا يعني، البحث عن مصادر جيدة للضوء الطبيعي والاستفادة من أي مصدر ضوء عملي متوفر.

إذا كان ضبط إعدادات الكاميرا يدوياً، فحاول استخدامها لتبقى مسيطراً على التعريض للضوء. ضبط التعريض الصحيح في كاميرتك يعني تعديل فتحة العدسة (F) أو سرعة الغالق أو الكثافة الضوئية أو الكاسب (Gain). وتأكد من أنك تستخدم الإعدادات الصحيحة لتوازن اللون الأبيض. وفي حال بدأت بإنتاج الكثير من الفيديوهات، فإن اقتناء لوحة أضواء “LED” صغيرة وغير مكلفة ستفيدك كثيراً. حتى لوحة موضوعة على حامل ثلاثي مرن قد تكون مفيدة. هذا الفيديو التعليمي القصير من مدرسة فيميو للفيديو يعد مقدمة مفيدة لمبادئ ضبط التعريض الصحيح والتصوير باستخدام الضوء المتوفر.

الصوت

المايكروفون الجيد سيحسن جودة الفيديو على شبكة الإنترنت. وغالباً ما يتم استخدام الكاميرات الصغيرة لفيديوهات الإنترنت، ولكن لا يمكننا التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية الجودة العالية للصوت. مقطع الفيديو الجيد يحتاج إلى صوت جيد. حيثما أمكن استخدم كاميرا فيديو تتيح لك إضافة مايكروفون خارجي. ولكن في حال لم تكن لديك كاميرا بمدخل مايكروفون خارجي، فعليك أن تفكر بظروف التصوير بعناية، فليس هناك ما هو أسوأ من مشاهدة مقابلة في غرفة مكتظة بالناس، كما لو أنك في مؤتمر، ولا تستطيع سماع ما يريد الشخص قوله، بسبب الضوضاء العالية في الخلفية.