إنتاج فيديو لشبكة الإنترنت (الجزء الثالث)

إنتاج فيديو لشبكة الإنترنت يتيح الكثير من الإمكانيات لسرد القصة بشكل بصري إبداعي، حتى في مجال الأخبار. ولكن إذا كنت قد بدأت للتو، فإن تجهيز كاميرتك الأساسية وشحذ مهاراتك في التحرير وقدرتك على إنتاج مقطع بسيط متكامل، سيساعدك على البدء بالخطوات التالية.

ضمن سلسلتنا “الشروع في إنتاج فيديو لشبكة الإنترنت” استعرضنا بعض معدات ولوازم الفيديو المعياري، كما ناقشنا كيفية إنتاج مقاطع فيديو بسيطة ومقابلات.

في مقالنا الأخير سنلقي نظرة على إنتاج رسائل مصورة قصيرة وكيفية البدء بتصوير لقطة.

 تقرير أساسي من صحافي

أبسط أنواع الفيديوهات هي تلك التي يتحدث فيها المراسل إلى الكاميرا مباشرة، من موقع ثابت. قد يفضل صحافيو فريق عمل أن تكون هذه الفيديوهات “حية” أو جزءاً من تقريرهم.

بالنسبة للصحافيين الذين يعملون بمفردهم، فهذا النوع من الفيديوهات ممكن باستخدام حامل كاميرا خفيف الوزن والاستغلال الجيد لموقف ما. على سبيل المثال مراقبة مظاهرة. وكما أشرنا في مقالنا الثاني حاول تجنب أن تكون الخلفية مضاءة جداً عند تصوير نفسك أو الشخص الذي تجري معه مقابلة، وإلا فسيبدو الفيديو المصور على هذا الشكل. وهو فيديو سيء، حاول تغيير موقعك أو استعن بمصدر ضوء خارجي لتصحيح تعرض الوجه للضوء.

بشيء من التجربة العملية ومعرفة كيفية تشغيل كاميرات الجيب الصغيرة أو الهاتف الذكي، بإمكان الصحافي إنتاج هذا النوع من التقارير الأساسية بسرعة.

وعندما تدير الكاميرا وتمسكها بذراعيك قبالة وجهك لتسجيل رسالة إخبارية، فهذا الأمر ليس مثالياً حقاً لإنتاج فيديو عالي الجودة. ربما تكون هذه الطريقة ناجعة للتحديث السريع أثناء تغطية الأخبار العاجلة. إما أن تسجّل وتحدّث تقريرك أو أن تستخدم تطبيق بث حي عبر الإنترنت على هاتفك الذكي مثل بامبوسر. هناك العديد من الأمثلة التي استخدم فيها مراسلو صحيفة “وول ستريت جورنال” هواتف آيفون من أجل تسجيل هذه الرسائل الإخبارية على هذا النحو.

بالطبع هناك أنواع متعددة من هذه الصيغة الأساسية.

إذا كنت تريد إنتاج شيء أكثر تفصيلاً، بحيث يبدو وكأنه مجموعة تلفزيونية قصيرة، فسوف تحتاج إلى استخدام برنامج مونتاج (أو تطبيق مونتاج على هاتفك الذكي)، وذلك من أجل استخدام المشاهد أو الأشياء أو الأحداث التي تراها مناسبة لتقريرك. أو يمكنك إضافة مقطع من مقابلة.

قد يمكن للستوديو أو غرفة الأخبار أن يتكيف مع هذه التقنية. بإمكان المراسل أن يعثر على نقطة مثيرة، فيقوم بتسجيل الإجابات عن الأسئلة التي سمعها عبر السماعة الموصولة بجهاز هاتف محمول ثان. أو عن الأسئلة التي أرسلت له من غرفة الأخبار عبر الإيميل أو كرسالة نصية قصيرة. ومن ثم يضغط الصحافي الإجابات ويرسلها كمقطع فيديو إلى غرفة الأخبار. بإمكان المذيع أو مقدم البرنامج أن يسجل أسئلة حية إذا كان يتكلم مع المراسل مباشرة عبر الهاتف، كما بإمكانه أن يسجلها مسبقاً في الستوديو وضمها إلى فيديو الإجابات لعرضها في النشرة.

ربما تستخدم بعض المؤسسات الإعلامية هذه التقنية كلقاء حي من خلال القول: “تحدثت في وقت سابق إلى مراسلنا…”

نصائح

– ابحث عن نقطة مثيرة أو موقع له صلة بسياق القصة

– ربما يساعدك موقعك من التركيز على اللقطة في حال كان عليك التحرك

– استخدم مايكروفوناً خارجياً في حال كانت هناك ضجة في الخلفية

– سجل بضع ثوانٍ واستمع لما سجلته للتأكد من الصورة والصوت

– فكر بالنقاط التي تود التطرق إليها واعرف كيف تنهي الفكرة

مشاهد التصوير

شاهد فيلماً أو أخبار التلفزيون وعندها سوف تعرف كيفية مونتاج لقطة أو بعض الأحداث للحصول على مشهد من عدة لقطات مختلفة.

إذا أردت إنتاج قصص مصورة قصيرة فسوف تحتاج إلى التجربة العملية فيما يتعلق بمشاهد الفيلم، لكي تعرف كيف تسرد قصة من خلال الصور.

اللقطة البعيدة والمتوسطة والقريبة والقريبة جداً هي مصطلحات للقطات كاميرا، وهي تصف اللقطة المستخدمة في مشهد أو حدث في فيلم ما.

إليك مثال بسيط جداً للتصوير بلقطات مختلفة، ومن ثم تركيبها مع بعضها البعض لبناء مشهد مصور. إنها ليست أخباراً عاجلة، لكن الكاتب أطلق تطبيق راديو إنترنت على جهازه الآيباد. ولكن حاول أن تفعل الشيء ذاته بهدف التدريب. بإمكانك تصوير أي شيء. صوّر عملية صنع كوب من الشاي أو جمع الرسائل من صندوق بريدك. ومن وحي هذه السلسلة من فيديوهات الإنترنت المصورة باستخدام كاميرا جيب صغيرة، قمنا بتصوير والمونتاج لهذا المثال باستخدام هاتف آيفون.

مرة أخرى، الأمر المهم الذي ينبغي تذكره هو تصوير لقطات مختلفة، فعندما تكون لديك لقطات مختلقة فإن ذلك سيعطيك حرية أكبر في عملية المونتاج. غالباً ما ستسمع المدربين يفضلون تصوير اللقطات الخمسة. بمعنى آخر، تصوير خمس لقطات مختلفة على الأقل لكل مشهد أو حدث أو فعل، وهذه اللقطات ستساعدك في بناء المشهد.

إنها نصيحة جيدة، لكن إن كان لديك الوقت الكافي، صوّر اللقطات الخمسة، وغيرها أيضاً. وحاول دائماً أن تبحث عن إمكانيات للتصوير من زوايا لافتة للنظر، فاللقطة التي تفاجئ مشاهدك ستجعله يستمر في متابعتك باهتمام. إذا كنت تبحث عن الإلهام، فإليك هذا المثال للمخرج فيليب بلوم.

نصائح

– القليل من التخطيط يوفر لك دائماً الكثير من الوقت

– قم بعمل قائمة باللقطات التي تعتقد أنها ضرورية لسرد قصتك

– صوّر كل لقطة لما لا يقل عن 10 ثوان

– تذكر أن تتنفس بهدوء وتبقى مسترخياً عندما تصور وأن تحمل الكاميرا

– خذ لقطات مختلفة. على الأقل 5 لقطات لكل مشهد/حدث

– ابحث عن الزوايا المثيرة للاهتمام. حرك قدميك بدلاً من تقريب الكاميرا باستخدام الزوم

– “لا تتجاوز الخط” أثناء التصوير

– حاول تجنب الضجيج بحيث لا تلتقطه كاميرتك أو مايكروفون هاتفك المحمول

ما التالي؟

حافظ على التدريب العملي وحافظ على المتعة! تطوير مهاراتك في التصوير والمونتاج وسرد القصة يحتاج إلى وقت. ولكن بمجرد أن تتقن الأساسيات، عليك أن تبحث أن إمكانيات لتصبح مبدعاً. مقاطع الفيديو عبر الإنترنت لا تشبه أخبار التلفزيون. قم بتحليل وإعادة تركيب الأمثلة الجيدة للصحافة المصورة المأخوذة من مواقع إلكترونية رائدة مثل الغارديان أو نيويورك تايمز. استعر وتكيف مع أنواع أخرى من السرد البصري للقصص. مثال على ذلك، ألق نظرة على منشور مدونتنا المتعلق بالمقتطفات المصورة. وحاول التجريب باستخدام أدوات فيديو إنترنت إبداعية مثل موزيلا بوبكورن ميكر.

وفي الختام، إذا أردت أن تعرف آخر ما يتعلق بكاميرات الجيب الصغيرة ومعدات التصوير والنقاشات حول أشكال فيديوهات الإنترنت، فننصحك بأن تتابع هاشتاغ #onlinevideoعلى التويتر.

مصادر إضافية

معهد فيميو للتصوير

روابط لمنشورات مدونة أكاديمية دويتشه فيله حول التصوير

نصائح عن أساسيات تصوير الفيديو: lynda.com

نصائح عن التصوير للشاشات الصغيرة: lynda.com

الكاتب: غاي ديغن