إيمان هاشم، مدونة مصرية وناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة
التعرض للصحفيين الأجانب والمحليين في تزايد مستمر. وتتوقع منظمة مراسلون بلا حدود بأن الاعتداءات على الصحفيين نابعة من الثأر نتيجة التقارير الإخبارية حول المظاهرات التي تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك. ومن المفترض أن يؤدي العنف إلى لجم الصحفيين. هل تم فعلاً لجم الصحفيين؟
بالعكس، أدى هذا إلى زيادة الإنتباه إلى ما يحدث، والتأكيد على العنف الذي تتعامل به الحكومة المصرية بشكل عام. وساهم أيضاً فى زيادة المتابعة الإعلامية العالمية لما يحدث فى الميدان
ما هو الدور الذي تلعبه المدونات الآن في مصر، وما هو الدور الذي لعبته قبل الأحداث؟
قبل الأحداث اعتمدت المدونات على تسليط الضوء على أوجه الفساد فى مصر بشكل عام، والتحفيز على الحضور والمشاركة فى تظاهرات الثلاثاء 25 يناير و جمعة الغضب 28 يناير. أما الآن فيهتم المدونون على نشر المستندات التى تكشف الفساد، أو نشر الصور والفيديوهات التى تم تصويرها أثناء الاحتجاجات.
ما هي أهمية الإنترنت/ وهل ظهر المدونون للإطاحة بالدكتاتوريين؟
ظهرت المدونات فى مصر في نفس الوقت الذي ظهرت فيه في باقي أنحاء العالم. لكن بالنسبة لمصر فقد ظهر دورها الرئيسى بعد غلق جميع المنافذ المشروعة لإبداء الرأي. بدأ ظهور المدونات السياسية تحت اسماء مستعارة فى بادىء الامر خوفاً من تبعات ذلك من أمن الدولة الذي توحش فى التعامل مع النشطاء و المدونين فى الآونة الأخيرة. و كما هو معروف، فزيادة القهر تؤدى إلى زيادة الغضب والرغبة فى التعبير. الأمر الذي ادى إلى تزايد عدد المدونين السياسيين باسمهائهم الحقيقية و زيادتهم فى العدد. ومن الملحوظ في الفترة الأخيرة هو تكرار الوقفات الاحتجاجية التي دعا إليها المدونون و النشطاء لأمور مثل حقوق العمال والحد الأدنى للأجور وقضايا تعيين المرأة.
ما هي الإمكانيات المتوفرة لديك الآن؟
بعد رجوع خدمة الإنترنت فى مصر، أعمل كأى مدون على استغلال صوتى الاكترونى إلى أبعد حد. بالنسبة لى شخصيا فأنا مهتمة الآن بقضية النشطاء المختفين منذ الخامس و العشرين و الثامن و العشرين الذين تم القبض عليهم من قبل وزارة الداخلية المصرية ولم يتم العثور عليهم. بالإضافة إلى أننى أحاول الاستفادة من الشبكات الاجتماعية للوصول إلى مختلف وكالات الأنباء والصحفيين من كل بلاد العالم. بالاضافة إلى نشر الصور والفيديوهات التى تثبت فساد الحكومة قبل وبعد الثامن والعشرين من يناير.
عن ماذا تكتبين، وماذا عايشت في الأيام الأخيرة (ما هي التجربة التي مررت بها)؟
أكتب عن قضايا وحقوق المرأة بالتحديد قضايا التمييز والعنف الأسرى ضد المرأة. الأيام الأخيرة هى أجمل أيام حياتى التى أعتقد أننى سأظل اتذكرها لللأبد. اقتربت من الموت ثلاث مرات يوم جمعة الغضب ورأيت الشرطة المصرية تقتل المصيين أمام عيني. ثم شعرت برائحة الحرية فجر السبت 29 يناير فى حماية الجيش المصرى. وإلى الآن أستمتع بروح جديدة على المصريين فى هذا المكان الرائع. فجميعا نتعامل و كأننا على معرفة سابقة… لاننا جميعا “احرار“
رأينا الغدر و الموت مرة أخرى من الحكومة يوم الاربعاء الثانى من فبراير بعد هجوم بلطجية الحزب الوطنى علينا. وإلى الآن لا نعلم بالضبط عدد شهداء هذا الهجوم. نحن مستمرون فى اعتصامنا و صامدون. و نحمد الله على هذه الروح الجميلة
هذه الاسئلة تمت الاجابة عليها فى 27 من فبراير اى بعد رحيل مبارك
إلى أي مدى يمكن أن تدعم المظاهرات حرية الإعلام وحرية الرأي في مصر؟
هى علاقة متبادلة، فحرية الإعلام تتيح فرصة للتظاهرات لعلم المتظاهرين أن صوتهم مسموع، و التظاهرات تتيح فرصة للإعلام لسماع أصوات مختلفة غير الأصوات الحكومية. بالاضافة إلى أن انتشار ثقافة التظاهر السلمى سيفتح باباً جدياًد لأصحاب الحقوق المهدورة فى مصر للمطالبة بهذه الحقوق بشكل سلمى ومحترم.
ما هو الحل السياسي الأفضل حسب رأيك لوسائل الإعلام والمدونات أيضا؟
يجب آن تكون وسائل الإعلام موجهة ماديا أو سياسيا. و لهذا فتبعية التلفزيون للحكومة أمر لابد من أن ينتهى، و هو الأمر الذى تتخذ نحو تنفيذه خطوات عدة. بدأت بالغاء وزارة الإعلام. أيضاً لا بد من استقلال شبكات الإنترنت عن الحكومة، فهذا أمر غير منطقى وضد حقوق الإنسان، بأن يكون للحكومة الحق القانوني فى منع الدخول إلى الإنترنت، أو حجب مواقع الشبكات الاجتماعية والمدونات. نحتاج أيضاً لإلغاء البوليس السياسى المسمى بأمن الدولة الذى يسمح بخطف المدونين دون علم ذويهم و دون اتهامات من قبل الحكومة. هذا الأمر أيضاً يدعمه قانون الطوارىء الذى نحن كمدونين نطالب بإلغائه. يمكن أن نلخص الأمر بأن استقلال الإعلام والإنترنت مع إلغاء قانون الطوارىء وحل أمن الدولة هى الخطوات نحو قطع الطريق لآليات انتهاك حقوق الإعلاميين والمدونين.
ماذا تتمنين شخصياً من المظاهرات؟
أتمنى أن تزيد مساحة الحرية الآمنة شيئا فشيئا وأن لا يضطر المواطنون للتضحية بأرواحهم مرة أخرى حتى يعبروا عن آرائهم فيما يجري في بلادهم. أتمنى الا نضطر مرة أخرى للتظاهر للحصول على حقوق المرأة فى بلادنا، فالوضع الآن غير مطمئن من هذه الناحية، خاصة وأنه من الملاحظ تجاهل من قبل المسئولين لجهود المرأة ودورها مثل تجاهل المحاميات المصريات المعروفات كفوزية عبد الستار ونهى الزيني و تهاني الجبالي في لجنة تعديل الدستور. أتمنى الا نضطر للتظاهر لمنع التمييز ضد المرأة في مصر.
أتمنى أن لا أسمع عن حبس مدون لأنه أمر مشين. كما حدث للمدونة السورية طل الملوحي بتهمة سخيفة جدا. فمن غير المنطقى أن تتهم مراهقة فى ال18 من العمر بتهمة التخابر وفضح أسرار الدولة. فما هو هذا النظام الذى تستطيع ابنة 17 عاماً باختراق نظامه؟
ما الدعم الذي تتمناه من الخارج؟
أرى أن الخارج متمثل في الأشخاص كان له دور هام. وقد أتى بما كنا نحتاجه بالفعل، فالفترة التي بدأت من الثانى من فبراير بعد ما سمي بموقعة الجمال كانت فترة خطيرة فى مصر وكانت رسائلنا لزملائنا المدونين والمصريين بالخارج تتضمن: “نحن نموت هنا، نحتاج دعمكم” وبالفعل كان الدعم رائعا. أما الحكومات فكانت ولا زالت تحمى مصالحها الشخصية وحساباتها. فتصريحات العديد من المسئولين كانت دبلوماسية إلى حد أثار حفيظتي بشكل شخصى. المشهد فى مصر لم يكن في حاجة إلى كثير من الوعى لأن تصفه بالدموى.
شاركت في ملتقى الشباب الإعلامي ٢٠١٠. هل تتبادلين الآراء مع مدونين من المنطقة؟ كيف هي الأجواء في بلادهم؟
أهتم الآن كثيراً بالاتصال بلينا وسعاد، خاصة وأن الأمور في بلادهم غير مستقرة. والآن تحديداً أتابع سعاد لحظة بلحظة لأن الأوضاع خطيرة بالنسبة لهم. و تأتينى رسائل مختلفة متلاحقة من محمد أبو علان وياسين وأسماء و انينا و هاردى للاطمئنان علي وعلى طارق ولمعرفة المستجدات.
2 تعليق
ابراهيم خليل (الشاعر المصرى) | يونيو 2, 2011
الحقيقة لم أجد روعة ولا جرأة الا ما رأيتة فى مدونتكم الرائعة التى تبث الأمل وتثبت أن هناك معانى وقيم وثقافة المعلومات التى تستنهض الأفراد والأمم ولم أطيل فمدونتكم فى الصدارة بكثير مما تحملة ومع تمنياتى بزيارة مدونتى (مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل) .. فهى ايضا تحمل هموم الوطن
وما قرأتة من موضوعات ومقالات فى مدونتكم أثرانى وملأنى بالتفكير ماهو الجديد فى عالمنا اليوم وبالتأكيد الموضوعات التى تمس حياة المواطن الشريف وما يريدة من تغيير الى الأفضل لذ .. أدعوكم لتصفح الجريدة الكترونية (جريدة التل الكبير .كوم) ففى التواصل الخير الكثير (ابراهيم خليل – رئيس تحرير جريدة التل الكبير كوم).
Shaimaa | سبتمبر 22, 2011
شكرا لك